قصيدة شعرية
بسم الله سادتي الأجلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ربما لم يعد هناك متسع لشعر او نثر فنحن قريبون من الاذان؛ لذا سأختصر جدا من القصيدة التي كتبتها في هذه المناسبة وستكون بين أيادكم في المنشور الذي سيصدر لسماحة السيد.
القصيدة عن النجف وعن نهج بلاغتها وأميرها فضلا عن علمائها وأحبابها فضل عن تابعيها.
نطل على رؤياه نقتنص المعنى غريٌّ بحجم الروح بهجته الأسمى
ونمتد حتى لا نرى غير ظله كأنا برغم البعد في العدوة الأدنى
نمدُّ له منا المحاجر نجتلي سماواته القصوى فيرجعها ....
ونقربه عشقا ونحضنه هوى ونسكبه في لوح دهشتنا فنا
يموج ببرق الشعر عبقر تربه كأن به في كل زاوية جنا
تموسق كل النبض فيه كأنما على كل قلب ملهم عازف اللحنا
لنجواه حين الشوق بالشوق يحتفي يجمع ذرات الحياة اذا غنا
مزامير داوود تراتيل عشقه إذا غرقت في بحر أسماءه الحسنى
مضى عاشقوه هائمين بحبه ولما قضوا هاموا بجناته دفنا
لمحت بتأريخ الغريين صورة ملامحها من كل غانية أغنى
تزاد ائتلاقا كلما أوغل الدجى حفيفا الى ان يستفيق ضحى مضنى
خرائطها رغم اشتباك خطوطها تشير لمعنى ضاق عن حصره المبنى
لها ينتمي كل البهاء فحولها من الضوء أطواق بآفاقه همنا
مدارات سحر وانتشاء وبهجة سمونا لها من دون ان نطلب الإذنا
عوالم من غيب تجلت لخافق لدقاته النشوى لسان الشجى أنا
فمن دهشة بكر إلى رؤية بها انكشاف مدى قلب الصفي بها جُنا
سلام الله عليك يا أمير المؤمنين
أمير قلوب الزاهدين بمجده تفرد حتى ما لواحده مثنى
وأنا وكل الأرض طوع يمينه ولكنه يختار أخشنها حزنا
له نفسه ملئ السماوات فيضها ولكنها لله مرهونة رهنا
تسيل يديه للعفاة بيادقا ولا يتبع المعروض ضرا ولا منا
كلا راحتيه بالمروءات تحتفي وما حدثت يسراه عن برها اليمنى
أبا الفقراء اللائذين بظله رأوه أبا لما رأى فيهم الإبنا
يقاسمهم قرص النقاء فتغتلي ملامحهم بشرا وأحداقهم يمنا
ويلبسهم غيم السماء طيالسا ويغذوهم من رائقات المنى سمنا
غري بواديه ابتداء حكاية إلى الآن لم تكمل شروحاتها المتنا
لقد غرست أقلامها في محابر الضياء فشع الحرف يفترس الدجنى
مضى الليل بعد الليل يطوي خطاهم غبار فجاءات لقاماتهم أحنى
يضيئون والدنيا ظلام ووحشة قناديل فكر تهزم اليأس والوهنا
سلام عليهم إنهم بعض أهلنا وإن بعدوا مسرا فقد قربوا شأنا
أرى الآن في بحر القراطيس عاشقا يجدف حيث الضوء يتبعه أنا
وما التقطت كفاه من لؤلؤ به يشع وما كان الفؤاد به يعنى
نعم قبست من درك الفكر هالة تضيء قناديل الظلام إذا جنا
ليكتب حتى ينفد الحبر كله وتشرق في القرطاس آماله حسنا
سلام على قرطاس شيخ أعاره نثار سنين وهجها يوقظ الذهنا
تمر فصول العابرين أمامه فيرفع عنه الريب والشك والظنا
فنلمح في مرآته وجه من مضى كئيبا يعود اليوم أزهر ممتنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.